كيفية أداء صلاة العشاء للنساء
صلاة العشاء هي إحدى الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين، ويحرص المسلمون على أدائها في وقتها الشرعي لما لها من مكانة عظيمة في الإسلام، حيث تعد من الصلوات التي تُختتم بها صلاة النهار وتفتح بها أبواب الراحة الروحية والسكينة النفسية. تختلف بعض التفاصيل المتعلقة بأداء الصلاة بين الرجال والنساء، وهو ما يستوجب بيانًا دقيقًا لطريقة أداء صلاة العشاء للنساء وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
تعريف صلاة العشاء ووقتها
صلاة العشاء هي الصلاة المفروضة التي تبدأ من غروب الشفق الأحمر حتى قبل طلوع الفجر، ويجوز تأخيرها حتى منتصف الليل أو آخر الليل بحسب المذهب الفقهي الذي تتبعه المرأة. وتتكون صلاة العشاء من أربع ركعات فرض، يسن بعدها أداء ركعتين سنة مؤكدة، وقد يضيف البعض بعدها نافلة التطوع.
-
وقت أداء صلاة العشاء: يبدأ وقتها بعد غروب الشمس تمامًا، ويمتد حتى طلوع الفجر الصادق، والأفضل أداؤها في وقت قريب من بداية دخول وقتها، لتجنب التأخير والتسويف.
أهمية صلاة العشاء
لصلاة العشاء فضل عظيم، حيث أنها تُعتبر خاتمة صلاة النهار، ومن تركها بغير عذر فقد خالف أمر الله عز وجل. عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: «من حافظ على صلاتي المكتوبة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة». وصلاة العشاء هي من بين هذه الصلوات المكتوبة.
وللنساء فضل في المحافظة عليها لما في ذلك من تعظيم لأمر الله واتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي تزيد من التقوى وتحقق الطمأنينة والسكينة النفسية والروحية.
شروط صحة الصلاة للنساء
لضمان صحة أداء صلاة العشاء، يجب على النساء مراعاة عدة شروط، وهي مشتركة بين الرجال والنساء، ولكن مع مراعاة بعض الأمور الخاصة بالمرأة:
-
الطهارة:
يجب على المرأة أن تكون متطهرة من الحدثين الأصغر (كالوضوء) والأكبر (كالاغتسال)، ولا تصح الصلاة بدون الطهارة.-
الطهارة من الحدث الأصغر تكون بالوضوء الذي يشمل غسل الوجه، واليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل القدمين إلى الكعبين.
-
الطهارة من الحدث الأكبر تكون بالغُسل الكامل.
-
-
ستر العورة:
على المرأة تغطية جميع بدنها أثناء الصلاة، بحيث لا يظهر منها شيء من العورة. والمراد بالعورة للمرأة في الصلاة هو كل بدنها إلا الوجه والكفين، وفقًا للأحاديث الصحيحة عند جمهور العلماء. -
الاستقبال للقبلة:
يجب على المرأة أن توجه وجهها نحو القبلة (الكعبة المشرفة) في مكة المكرمة، وذلك ضمانًا لصحة الصلاة. -
الخشوع والتدبر:
على المرأة أن تصلي بخشوع، وتركيز، وتدبر في آيات القرآن التي تقرأها أثناء الصلاة، وأن تتجنب التشتت الذهني.
طريقة أداء صلاة العشاء للنساء
يختلف أداء الصلاة من حيث الحركات والترتيل، لكن الطريقة الأساسية تُبقى واحدة مع مراعاة الحشمة والوقار. فيما يلي تفصيل كامل للخطوات:
1. النية
النية شرط أساسي لصحة الصلاة، وهي في القلب وليست باللفظ. تنوي المرأة أداء صلاة العشاء فرضًا، في وقتها، لله تعالى، بدون التلفظ بها.
2. التكبير (تكبيرة الإحرام)
تبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام، وهي قول: “الله أكبر” مع رفع اليدين بمحاذاة الأذنين أو الكتفين.
3. قراءة الفاتحة
بعد التكبير، تقرأ المرأة سورة الفاتحة كاملة بترتيل واضح دون عجلة، مع أهمية التوقف في نهايتها.
4. قراءة سورة قصيرة أو آيات من القرآن
بعد الفاتحة، تتابع المرأة قراءة سورة قصيرة أو آيات مختارة مثل سورة الإخلاص أو الفلق أو الناس.
5. الركوع
تركع المرأة بوضع اليدين على الركبتين مع استقامة الظهر، وتقول “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات على الأقل بخشوع.
6. الاعتدال من الركوع
ترفع المرأة رأسها وتقول “سمع الله لمن حمده” ثم تقول في الوقوف “ربنا ولك الحمد”.
7. السجود
تسجد بوضع الجبهة، الأنف، اليدين، الركبتين، وأطراف القدمين على الأرض، وتقول “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات أو أكثر.
8. الجلوس بين السجدتين
تجلس جُلوسًا بسيطًا على الأرض وتقول “رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني”.
9. السجدة الثانية
تكرر السجود كما في السجدة الأولى.
10. القيام للركعة الثانية
تقوم للركعة الثانية وتكرر الخطوات من القراءة إلى السجود.
11. إكمال الركعات الأربع
تستمر المرأة في أداء الركعات الأربع بنفس الطريقة، مع مراعاة القراءة والترتيل والخشوع.
12. التشهد الأخير
في الركعة الرابعة بعد السجدة الثانية، تجلس المرأة للتشهد، وتقرأ التشهد كاملاً (التحيات لله والصلوات والتسليم).
13. الصلاة على النبي
تصلي المرأة على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد…”
14. التسليم
تنهي الصلاة بالتسليم، تقول: “السلام عليكم ورحمة الله” أولاً إلى اليمين ثم إلى اليسار.
بعض الفروقات في أداء صلاة العشاء عند النساء
هناك فروق بسيطة في أداء الصلاة بين الرجال والنساء، منها:
-
وضع اليدين أثناء القيام:
تضع المرأة كفيها على الفخذين أو الركبتين أثناء القيام، وتخفض يديها، ولا ترفعهما مثل الرجال في التكبيرات التي بعد الإحرام. -
وضع اليدين أثناء الركوع والسجود:
تضع المرأة يديها على الركبتين أثناء الركوع، وأطراف أصابعها متجهة نحو القبلة، مع الحفاظ على حشمة المظهر. -
عدم التبختر في الصلاة:
تلتزم المرأة بالسكون والوقار في حركات الصلاة، ولا تتوسع في الحركات أو تزيد فيها.
السنة المستحبة بعد صلاة العشاء
بعد الفرائض الأربع، يستحب أداء ركعتين سنة مؤكدة، وتقرأ فيهما الفاتحة وسورًا من القرآن، وتُختم بالتسليم. ويُستحب أن تكون هذه الركعات بخشوع وسكينة، حيث تحمل أجرًا عظيمًا وقربًا من الله.
أهمية الخشوع والتدبر في صلاة العشاء للنساء
الخشوع في الصلاة من أهم أركان قبولها، وهو التفكر في معاني الآيات والأذكار التي تُقال، وإخلاص القلب لله تعالى، بعيدًا عن التشتت والانشغال.
للفتاة أو المرأة، فإن الخشوع في صلاة العشاء يعزز صلتها الروحية بالله ويقوي إيمانها، كما يبعث في النفس الطمأنينة ويجعلها تشعر بالراحة النفسية والسكينة، لا سيما بعد يوم طويل مليء بالانشغالات والمسؤوليات.
جدول يوضح فروق أداء صلاة العشاء بين الرجال والنساء
| العنصر | الرجال | النساء |
|---|---|---|
| ستر العورة أثناء الصلاة | من السرة إلى الركبة | جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين |
| وضع اليدين عند القيام | رفع اليدين بمحاذاة الأذنين أو الكتفين | وضع اليدين على الفخذين أو الركبتين، مع خفض اليدين |
| الصوت في القراءة | جهوري | منخفض وخافت |
| حركات الصلاة | تظهر بقوة (الركوع والسجود) | هادئة ومحافظة على الحشمة |
| موضع الجلوس بين السجدتين | الجلوس على الأرض بشكل واضح | الجلوس على القدمين أو باحتشام |
الخلاصة
صلاة العشاء للنساء هي فريضة عظيمة ينبغي الالتزام بها بكل أركانها وشروطها، مع مراعاة فروق الأداء التي تحقق الحشمة والوقار والسكينة. تأدية الصلاة بانتظام وخشوع تزيد من ثبات الإيمان، وتقرب العبد من ربه، وتساعد على ترويح النفس والتخلص من ضغوط الحياة. الحفاظ على أداء صلاة العشاء في وقتها مع السنة بعدها، هو باب للبركة في الحياة والرزق والراحة النفسية.
المصادر والمراجع
-
كتاب “فقه السنة” للشيخ سيد سابق
-
“الفتاوى الإسلامية” لمجمع البحوث الإسلامية، الأزهر الشريف
